قال صَلاَحُ الدِيْنِ الصَفَدِي
المُتَوَفَّى سنة 764 هـ
|
8
|
فَانْصَبْ تُصِبْ عَنْ قَرِيْبٍ غَايَةَ
الأَمَلِ
|
#
|
الجَدُّ
بِالجِدِّ وَالحِرْمَــانُ بِالكَسَلِ
|
صَبْرَ الحُسَـامِ بِكَفِّ الدَارِعِ البَطَلِ
|
#
|
وَاصْبِرْ
عَلَى كُلِّ مَا يَأْتِي الزَمَانُ بِهِ
|
فَكُنْ كَأَنَّكَ لَــمْ تَسْمَعْ وَلَمْ
يَقُلِ
|
#
|
وَإِنْ بُلِيْتَ
بِشَخْصٍ لاَخَلاَقَ لَهُ
|
مِنْهُ إِلَيْــكَ فَإِنَّ السُمَّ فيِ
الدَسَمِ
|
#
|
وَلاَيَغُرَّنَّكَ
مَنْ تَبْدُوْ بَشَــاشَتُهُ
|
فَاكْتُمْ أُمُوْرَكَ عَنْ حَـافٍ
وَمُنْتَعِلِ
|
#
|
وَإِنْ
أَرَدْتَ نَجَـاحًا أَوْ بُلُوْغَ مُنًى
|
المفردات:
: المنع ونقيض الرزق
|
الحرمان
|
: الرزق : الحظّ
|
الجَدُّ
|
|||
: السيف
|
الحسام
|
: فاجِدَّ واجتهد
|
فانصب
|
|||
: الشجاع
|
البطل
|
: لابس الدرع
|
الدارع
|
|||
|
|
: قميص من زرد الحديد يلبس وقاية من سلاح العدوّ
|
الدرع
|
|||
: لاخير
|
لاخلاق
|
: النصيب الوافر من الخير
|
الخلاق
|
|||
: طلاقة الوجه
|
بشاشة
|
: امتحنت : أُخْتُبِرْتَ
|
بليت
|
|||
: اللحم والشحم
|
الدسمّ
|
: يخدع
|
يغرّ
|
|||
: لابس النعل
|
المنتعل
|
: الماشي بلا نعلٍ
|
الحافي
|
|||
|
|
: عن جميع الناس
|
عن حاف و منتعل
|
|||
الشرح:
1- الرزق ينال
بالجدّ وعاقبة الكسل الفقر، فعليك أن تجتهد في كلّ ما سعيت إليه لأنّ الأمل لاينال
إلا بالجد بل بالجد والاجتهاد والجهاد أي الجد بالجوارح والاجتهاد بالتفكير
والجهاد بالقلب.
2- وعليك أن
تصبر على كلّ ما يأتيك من المصائب لأن المصائب سوف تأتيك طول حياتك، كمثل السيف
الذي حمله بطل مستعمل الدرع، فالسيف في يده يصبر على رد سيف العدو الذي يقصد إليه،
لأنّ ضياع الصبر ولو دقيقة يؤدّي إلى وصول سيف العدوّ إلى حامل السيف.
3- وإذا جاءك
شخص لايريد منك خيرا وامتحنك أو ابتلاك فلا تهتمْ كلامه وكن كأنّك لم تسمع قوله
وكأنّ ذلك الشخص لم يكلّمك شيئا، لأنّ ذلك الشخص لايريد إلا أن يسقطك و يبحث عن
نقصانك فلاخير في مكالمته ومجادلته.
4- أن لايخدعك
ابتسام الشخص أو بشاشته الذي يظهرها أمامك، لأنّ وراء البشاشة سمّ خفيّ لايعرفه
كثير من الناس، كما أنّ الناس لايعرفون أن في الدسم سمّ، وأكثر الناس يحبّون
الدسم، وأنت عرفت عاقبة من يكثر أكل الدسم.
5- وإذا أردت
أن تنجح في عمل ما أو أردت الوصول إلى أمل تمنّيت إليه، فلا تخبر أمور نفسك إلى
كثير من الناس قبل الوصول إلى مرادك، لأنّ
مِنَ الناس مَنْ لايعرف مرادك، ومنهم من لايرضى بنجاحك فيمنعك، فإن أخبرت إلى غيرك
قبل الوصول إلى مرادك وفشلت فالناس سيحتقرونك ويذلّلك.
الخلاصة:
1- عليك أن
تجدّ وتجتهد وتجاهد في كلّ أمر لأن الرزقا لاتنال إلاّ بها ولاتصل إلى الأمل إلاّ
بها.
2- عليك الصبر
في المصائب مصبر السيف الذي لايغفل ولو دقيقة في ردّ سيوف العدوّ الذي وجّهت إليه.
3- أن لاتهتم
الشخص الذي لايريد منك خيرا إذا ابتلاك.
4- عليك أن
تتنبّه من يظهر البشاشة إليك، لأنّ وراء البشاشة سمّ.
5- عليك أن
لاتخبر أمورك قبل وصولك إلى مرادك، لأنّ ذلك يؤدّي إلى فشلك لما كان منهم من
لايرضاك، أو إذا فشلك فيذلّلونك.
الأسئلة :
1- لماذا يجب
عليك أن تجدّ وتجتهد وتجاهد في كلّ أمر؟
2- ما وجبك في
مقابلة المصائب في الدنيا؟
3- كيف تعامل
ابتلاء من لايريد منك خيرا؟
4- ماذا تعمل
إذا أتاك رجل يبدي بشاشته إليك؟
5- لماذا
لايجوم لك أن تخبر أمورك قبل الوصول إلى مرادك؟
----------
قال الشيخ عَبْدُ اللهِ فِكْرِيْ
بَاشَا المتوفّى سنة 1207 هـ[1]
|
9
|
وَقُمْ
لِلْمَعَالِي وَالعَوَالِـي وَشَمِّرِ
|
#
|
إِذَا
نَامَ غِرٌّ فِـي دُجَى اللَّيْلِ فَاسْهَرْ
|
عَلَيْهِ
فَإِنْ لَـمْ تُبْصِرِ النُجْحَ فَاصْبِرِ
|
#
|
وَسَارِعْ
إِلىَ مَا رُمْتَ مَا دُمْتَ قَادِرًا
|
تَجِدْ
مَـادِحًا أَوْ تُخْطِئِ الرَأْيَ
تُعْذَرِ
|
#
|
وَأَكْثِرْ
مِنَ الشُوْرَى فَإِنَّكَ إِنْ تُصِبْ
|
تُصَدَّقْ
وَلاَتَرْكَنْ إِلـىَ قَوْلِ مُفْتَرِ
|
#
|
وَعَوِّدْ
مَقَالَ الصِدْقِ نَفْسَكَ وَارْضَهُ
|
فَلَسْتَ
عَلَـى هذَا الوَرَى بِمُسَيْطِرِ
|
#
|
وَلاَتَقْفُ
زَلاَّتِ العِبَــادِ تَعُدُّهَا
|
المفردات:
مف. دجيّة : ظلمة
|
دجىً
|
: شابّ لاخبرة له
|
غرّ
|
: ارفع الثوب
|
شمّرْ
|
مف. المعلاة :الأمر الشريف
|
المعالي
|
: أردتَ
|
رمتَ
|
: تعرف
|
تبصرُ
|
: تؤتَمن
|
تصدَّق
|
: النجاحُ
|
النجح
|
: لاتتبعْ
|
لاتقفُ
|
: قول : كلام
|
مقال
|
: تحصِي : تحسبُ
|
تعدُّ
|
: المتخلّق بالكذب
|
المفتري
|
: مستول
|
مسيطر
|
: تعتمد
|
تركن
|
: الخلق
|
الورى
|
مف. زلّة : خطيئة
|
زلاّت
|
الشرح:
1- إذا كان
الشباب الذين ليس لهم خبرة ولا أمل في مستقبلهم نائمون طول ليالهم فأن لا تتبعْهم،
بل عليك أن تسهَرَ طلبا للمعالي والعوالي، و أن ترفع ثوبك اعتبارا على جدّك
واستعدادك لمقابلة مستقبلك.
2- وإذا أردت
شيئا فأسرع في السعي إلى ذلك، و أن تعمل بكلّ قوّتك وبالاستماتة، ومع ذلك ولو
أخرجت جميع قوّتك ولم تَرَ نجاحا، فواجبك الصبر، لأنّ ذلك نجاح مؤخّر وليس فشال،
فالفشال إذا يَئِسْتَ.
3- و إذا عملت
فعليك أن تكثر المشاورة مع غيرك، لأنّ نتيجة المشاورة أقبر إلى الصواب من رأي
الفرد، وذلك إن كان رأيك صحيحا فعملك صحيح فستجد من ذلك المدح من غيرك، وإن أخطأت
بعد المشاورة تعذرْ من اللوم.
4- عليك أن
تعوّد نفسك قول الصدق راضيا وطبيعة ولاتكن مضطرّا في قول الصدق سيصدّقك ا لناس،
ولا تعتمد ولا تتبع إلى قوم من تعوّد بقول الكذب.
5- ولا تتبع
أعمال الناس وتجربتهم المخطئة التي تحملهم إلى سقوطهم، لأنّك ظننت أنّك ستسلم من عاقبة ذلك العمل، ربّما
اعتمادا على أنّ إيمانك قويّ، لأنّك لاتستطيع أن تستوليَ على هذا الخلق (الخطأ
الذي يؤدّي إلى سقوطك وذمّ الناس إليك).
الخلاصة:
1- يجب عليك
سهر اليال عند نوم عموم الناس طلبا للمعالي والعوالي.
2- لاتؤخّر
إلى ما أردته ما دمْت قادرا علبه، لكن إنْ لم تنجح فاصبر.
3- عليك أن
تكثر المشاورة لأنّ نتيجة المشاورة أقرب إلى الصواب، فإن أصبت تمدح و إن أخطأت
تعذر من اللوم.
4- إذا أردت
أن يصدّقك الناس فعليك أن تتعوّد بقول الصدق ولا تتبع قول الكذّاب.
5- لاتتبع
الأعمال التي تؤدّي إلى سقوط الناس اعتمادا على قوّة إيمانك، لأنّك لاتستطيع أن
تستولي على هذا الخطأ.
الأسئلة :
1- ماذا تعمل
عندما كان الناس نائمين؟
2- ماذا شأنك
إن لمْ ترَ نجاحا ممّا سعيت إليه؟
3- لماذا يجب
عليك أن تصبر.
4- ماذا تعلم
إن أردت أن يصدّقك الناس؟
5- لماذا
لايجوز أن تجرّب تجربة الناس المخطئة التي تؤدّي إلى سقوطهم؟
---------
خُطْبَةُ قُسٍّ بْنِ سَاعَدَةَ
الأَيَادِيِّ المتوفّى قبيل البعثة [2]
|
10
|
في سوق عكاظ
أَيُّهَا
النَاسُ اسْمَعُوْا وَعُوْا مَنْ عَاشَ مَاتَ وَمَنْ مَاتَ فَاتَ وَكُلُّ مَا هُوَ
آتٍ آتٍ لَيْلٌ دَاجٍ وَنَهَارٌ سَاجٍ وَسَمَاءُ ذَاتُ أَبْرَاجٍ وَنُجُوْمٌ
تَزْهَرُ وَبِحَارٌ تَزْخَرُ وَجِبَالٌ مُرْسَاةٌ وَأَرْضٌ مُدْحَاةٌ وَأَنْهَارٌ
مُجْرَاةٌ وَإِنَّ فيِ السَمَاءِ لَخِبَرًا وَإِنَّ فيِ الأَرْضِ لَعِبَرًا، مَا
بَالُ النَاسِ يَذْهَبُوْنَ وَلاَيَرْجِعُوْنَ أَرَضُوْا فَأَقَامُوْا؟ أَمْ
تُرِكُوْا فَنَامُوْا؟ يُقْسِمُ قُسٌّ بِاللهِ قَسَمًا لاَ إِثْمَ فِيْهِ إِنَّ
لِلهِ دِيْنًا هُوَ أَرْضَى لَكُمْ وَأَفْضَلُ مِنْ دِيْنِكُمْ الذِيْ أَنْتُمْ
عَلَيْهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُوْنَ مِنَ الأَمْرِ مُنْكَرًا. وَيُرْوَى أَنَّ قُسًّا
بَعْدَ ذلِكَ يَقُوْلُ:
مِنَ القُرُوْنِ لَنَــا بَصَائِرْ
|
#
|
فيِ
الذَاهِبِيْـــنَ الأَوَّلِيْنَ
|
لِلْمَوْتِ لَيْسَ لَهَا مَصَادِرْ
|
#
|
لَمَّـــا
رَأَيْتُ مَوَارِدًا
|
يَمْضِي الأَكَابِرَ وَالأَصَاغِرْ
|
#
|
وَ
رَأَيْتُ قَوْمِي نَحْوَهَا
|
وَلاَ مِنَ البَــاقِيْنَ غَابِرْ
|
#
|
لاَيَرْجِعُ
المَاضِي إِلَيَّ مَ
|
لَةَ حَيْثُ صَارَ القَوْمُ صَائِرْ
|
#
|
أَيْقَنْتُ
أَنِّي لاَمُحَــا
|
المفردات:
: مضى
|
فات
|
: أقبلوا وتدبّروا واحفظوا
|
عوا
|
|
: ساكن
|
ساجٍ
|
: مظلم[3]
|
داجٍ
|
|
مف. برج
|
أبراج
|
: تضيء وتلألئ
|
تزهر
|
|
: تمتلئ
|
تزخر
|
:
|
بُرْجٌ
|
|
: مبسوطة
|
مدحاة
|
: ثابتة
|
مرساة
|
|
مف. عِبْرَةٌ : عِظَة
|
عِبَرٌ
|
اسم المفعول من أجرى :أسال
dialirkan
|
مجراة
|
|
مف. بصيرة : عظة
|
بصائِرُ
|
: الموتى السابقين
|
الذاهبين الأوّلين
|
|
مف. مورد : طريق
|
موارد
|
: راجع
|
صائِر
|
|
:
|
غابر
|
: لا شكّ
|
لامحالة
|
|
الشرح:
أَيُّهَا النَاسُ اسْمَعُوْا وَعُوْا (أقبلوا
وتدبّروا واحفظوا) مَنْ عَاشَ مَاتَ
(من عاش في الدنيا سوف يأتي إليه
الموت) وَمَنْ مَاتَ فَاتَ (ومن قد مات
لايستطيع أن يعود ثانيا) وَكُلُّ مَا هُوَ
آتٍ آتٍ (وكلّ شيء الذي قد قضاه الله أن يأتي سوف يأتي، وكذلك الموت سوف يأتي إلى
جميع الناس) لَيْلٌ دَاجٍ وَنَهَارٌ
سَاجٍ وَسَمَاءُ ذَاتُ أَبْرَاجٍ وَنُجُوْمٌ تَزْهَرُ وَبِحَارٌ تَزْخَرُ
وَجِبَالٌ مُرْسَاةٌ وَأَرْضٌ مُدْحَاةٌ وَأَنْهَارٌ مُجْرَاةٌ (وكلّ ذلك سوف يأتي
إلينا) وَإِنَّ فيِ السَمَاءِ لَخِبَرًا
وَإِنَّ فيِ الأَرْضِ لَعِبَرًا (نأخذ
عبرة وعظة أو درسا من كلّ ما قد وقع، لأنّ الخبرة في السماء وواجب من في الأرض أخذ
الدرس ممّا في السماء) ، مَا بَالُ
النَاسِ يَذْهَبُوْنَ وَلاَيَرْجِعُوْنَ (يموتون)
أَرَضُوْا فَأَقَامُوْا؟ (أهم مستريحون في السماء حتّى لايريد الرجوع إلى
الأرض؟) أَمْ تُرِكُوْا فَنَامُوْا؟ (أم
هم يبركون ولايعتبرون فناموا في مقابرهم؟)
يُقْسِمُ قُسٌّ بِاللهِ قَسَمًا لاَ إِثْمَ فِيْهِ إِنَّ لِلهِ دِيْنًا
هُوَ أَرْضَى لَكُمْ وَأَفْضَلُ مِنْ دِيْنِكُمْ الذِيْ أَنْتُمْ عَلَيْهِ
إِنَّكُمْ لَتَأْتُوْنَ مِنَ الأَمْرِ مُنْكَرًا. وَيُرْوَى أَنَّ قُسًّا بَعْدَ
ذلِكَ يَقُوْلُ:
1- نأخذ درسا
وعظة ممّن قد مات قبلُ
2- رأيت انّ
طرق الموت ليس لها مصادر الذي نستطيع أن
نبتعد عنها.
3- وهكذا قومي
رأى كما رأيت، وهذا الموت يصيب الكبراء والصغراء.
4- كلّ ما قد
مضى لايعد إلى الباقي، والباقي لايستطيع أن يذهب إلى الماضي.
5- أنا أيقنت
أنّي سأكون مثل ما وقع الى قومي الذين ماتوا (سوف أموت).
الخلاصة:
1- قبل مجيء
رسالة النبي فقد كان بعض العرب عند جاهليّتهم يعتقدون دين التوحيد.
2- جميع الناس
سوف يموت، متى كان وكيفما كان.
3- نأخذ الدرس ممّن قد مات قبل، لأنّ بعد الموت
حياة أخرى، فعلينا أن نستعدّ لمقابلة الحياة المقبلة.
4- علينا أن
تستعدّ لمقابلة الموت لأنّ الموت سوف يأتي ولايستطيع أحد أن يسلم من أسباب الموت.
----------
لِصَالِحِ بْنِ عَبْدِ القُدُّوْسِ
المتوفّى سنة 855 هـ
|
11
|
في مُعَامَلَةِ العَدُوِّ
مِنْهُ
زَمَانَكَ خَائِفًا تَتَرَقَّبُ
|
#
|
وَابْدَأْ عَدُوَّكَ بِالتَحِيَّةِ وَلْتَكُنْ
|
فَاللَيْثُ يَبْدُوْ نَابُهُ إِذْ يَغْضَبُ
|
#
|
وَاحْذَرْهُ إِنْ لاَقَيْتَهُ
مُتَبَسِّمًا
|
فَالحِقْدُ بَاقٍ فيِ الصُدُوْرِ مُغَيَّبُ
|
#
|
إِنَّ العَدُوَّ وَ إِنْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
|
فَهُوَ
العَدُوُّ وَ حَقُّهُ يُتَجَنَّبُ
|
#
|
وَإِذَا الصَدِيْقُ لَقِيْتَهُ
مُتَمَلِّقًا
|
حُلْوِ
اللِسَانِ وَ قَلْبُهُ يَتَلَهَّبُ
|
#
|
لاَخَيْرَ فيِ وُدِّ امْرِئٍ
مُتَمَلِّقٍ
|
وَإِذَا تَوَارَى عَنْكَ فَهُوَ العَقْرَبُ
|
#
|
يَلْقَاكَ يَحْلِفُ أَنَّهُ بِكَ وَاثِقٌ
|
المفردات:
: تنتظر وتحاذر
|
تترقّب
|
: السلام
|
التحيّة
|
: صادفته : قابلته
|
لاقيته
|
: تحرَّرْ منه
|
احذَرْهُ
|
: يظهر
|
يبدو
|
: الأسد
|
الليث
|
: قدُم
: مضى
|
تقادم
|
: السن خلف الرباعيّة
|
الناب
|
: يتحرّق -حرّقته الغضب
|
يتلهّب
|
: الغضب الثابت في القلب
|
الحقد
|
- تملّق :تودّد وتذلّل وأبدى بلسانه من الإكرام
والودّ ما ليس في قلبه.
|
المتملّق
|
||
: المؤتمن
|
الواثق
|
: يُقسِمُ
|
يحلف
|
:
|
العقرب
|
: استت ر ـِـ
|
توارى
|
الشرح:
1- إذا صادفت
عدوّك فعليك أن تبدأ بالتحيّة له قبل أن يبدأ قبلك بالتحيّة فتسقط هيبتك، ومع ذلك
لاتكون غافلا عنه، وإنّما أن تكون خائفا من كيده وتترقّب حركاته وتحاذر صنعته.
2- إذا لاقيت
عدوّك وهو مبتسم فلا تحسن الظنّ بابتسام عدوّك، لأنّ الليث إذا تبسّم وأظهر نابَه
لايُظهر أنّه سيرحمك ولكن سيأكلك وسيقتلك، ومثل العدوّ كمثل الليث، فابتسامه ليس
ابتسام الرحمة وإنّما ابتسام الحقد والغضب.
3- من صفة
العدوّ عدم الرضى بكلّ ما تصنعه، حتّى ولو كان ا لمعاهده بينك وبينه تقادمت ومضت،
فحقد العدوّ ثابت في قلبه، فعليك أن لا تغفل من العدوّ ا عتمادا على وجود المعاهدة
بينك وبينه.
4- من صفة
العدوّ التملّق وهو إظهار الإحسان والودّ إليك بحسن كلامه وحسن صنعه لك، فإن وجدت
رجلاً كأنّه صديقك ولكنّه يتملّق أمامك، فبالحقيقة هو العدو، وعليك أن تتجنّب عنه.
5- إحسان رجل
متملّق و ودّه لايفيدك شيئا بل يضرّك، لأنّ إحسانه وودّه لايوجد إلا في لسانه
راجيا منك المنفعة و الغفلة و قلبه يشتعل بنار الغضب والعداوة، وهو ينتظر غفلتك
مستعدّا لإسقاطك وقتلك.
6- فالعدوّ
إذا صادفك يحلف بأنّه واثق ومؤتمن بك، ولكن إذا ابتعد عنك مثله كمثل العقرب الذي
يستعدّ أن يفترس كلّ ما حوله. فحذارِ العدوّ متى كان وكيفما كان.
الخلاصة:
1- عليك أن
تبدأ عدوّك بالتحيّة قبل أن يحييك مع إبقاء شعور الخوف ومراقبة أعمال العدو.
2- وعليك أن
تحذر من العدوّ إذا ابتسم لأنّ ابتسام العدوّ كابتسام الليث الذي يريد أن يفترس
فراسته.
3- أن لاتغفل
من العدوّ اعتمادا على المعاهدة معه، لأنّ حقد العدوّ لايضيع طول الزمان.
4- اعلم أنّ
من صفة العدوّ يتصنّع كأنّه صديقك ويظهر الإحسان والودّ أمامك، فعليك أن تتجنّب من
رجل متملّق أمامك.
5- يجب عليك
أن تتجنّب من الرجل المتملّق لأنّ إحسانه وودّه في فمه وفي قلبه نقيض ذلك فلا خير
فيه.
6- واعلم أنّ
من صفة العدوّ يأتمنك أمامك، ويعاديك وراءك، فلا تغفل من العدوّ ولو دقيقة!
الأسئلة:
1- ماذا عملت
إذا لقيت عدوّك؟
2- لماذا يجب
عليك أن تحذر من العدوّ المبتسم إليك؟
3- لماذا
لاتأتمن العدوّ وإن مضت المعاهدة معه؟
4- ما حكم
الصديق المتملّق؟
5- لماذا
لاترجو من إحسان المتملّق خيرا؟
------------
لِلإِمَامِ الشَافِعِي
المُتَوَفَّى سنة 204 هـ :
في المعاشرة
|
12
|
فَدَعْهُ وَلاَتُكْثِرْ عَلَيْهِ تَأَسُّفَــا
|
#
|
إِذَا
المَرْءُ لاَيَرْعَـاكَ إِلاَّ تَكَلُّفًا
|
وَفيِ القَلْبِ صَبْرٌ لِلْحَبِيْبِ وَلَوْ
جَفَا
|
#
|
فَفِي
النَاسِ أَبْدَالٌ وَفيِ التَرْكِ رَاحَةٌ
|
وَلاَكُلُّ مَنْ صَافَيْتَهُ لَكَ قَدْ صَفَا
|
#
|
فَمَـا
كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قَلْبُهُ
|
فَلاَ خَيْرَ فيِ وُدٍّ يَجِيْءُ تَكَلُّفَــا
|
#
|
إِذَا
لَمْ يَكُنْ صَفْوُ
الوِدَادِ طَبِيْعَةً
|
وَيَلْقَاكَ مِنْ بَعْدِ المَوَدَّةِ
بِالجَفَــا
|
#
|
وَلاَ
خَيْرَ فـيِ خِلٍّ يَخُوْنُ خَلِيْلَهُ
|
وَيُظْهِرُ سِرًّا كَانَ بِالأَمْسِ فيِ
خَفَـا
|
#
|
وَيُنْكِرُ
عَهْدًا قَدْ تَقَـادَمَ عَهْدُهُ [4]
|
صَدِيْقٌ صَدُوْقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا
|
#
|
سَلاَمٌ
عَلَى الدُّنْيَا إِذَا لَمْ يَكُنْ بِهَا
|
المفردات:
|
|
: يلاحظك محسّنا إليك: يعاملك معملة حسنة
|
يرعاك
|
||
:التلهّف: الشعور بالأسف
|
التأسف
|
: التصنّع
|
التكلّف
|
||
: بعُد
|
جفا
|
مف.بدل وهو بديل
|
أبدال
|
||
: أخلصت له الودّ
|
صافيته
|
: تحبّ
|
تهوى
|
||
: المودّة : المحبّة
|
الوداد
|
: كان صافياً أو خالصاً
|
صفا
|
||
: الصديق المختصّ
|
الخليل
|
: الصديق الودود
|
الخلّ
|
||
|
سلام على الدنيا : لاخير فيها
|
- الجفاء : الإعراض
|
الجفا
|
||
: كثير الصدق
|
صدوق
|
: صاحب : حبيب
|
صديق
|
||
|
|
: عادل
|
منصف
|
||
الشرح:
1- إذا عاشرك
رجل معاشرة جميلة و يعاملك معاملة حسنة، لكنّ معاملته ليست حقيقيّة بل تصنّعا منه
إليك، فعليك أن تعرف ذلك التصنّع وعليك أن لا تؤسّفه أي أن لا تشعر بالأسف عليه.
2- إذا تركت
صديقك المتصنّع ستجد بديله وفي تركك صديقك راحة لأنّ فيه تبادل من مصادقة واحد إلى
الآخر ولاكنّ الصبر والمحبّة ثابت في قلبك ولو تركت صديقك الأوّل بعيدا منك.
3- ليس كلّ من
تهواه أو تحبّه يحبّك قلبه كما تحبّه، وليس كلّ من أخلصت في المحبّة إليه يخلص
إليك في المحبّة كما أخلصت له في المحبّة، فلذلك إذا أحببت شخصا فأحببه بقدر
الحاجة لاتحبّه ولايجوز المبالغة في المحبّة حتّى كأنّك لاتمتلك صديقا آخر سواه.
4- إذا كانت
المحبّة في المعاشرة من صاحبك إليك لاتكون طبيعة أو لاتكون حقيقيّة وبل لأجل
التكلّف أو التصنّع، فلاخير فيه، لأنّ المحبّة عند التصنّع في ظاهره فقط ولافي
قلبه، فلايمكن أن تبقى المحبّة طويلا.
5- من عاقبة
المحبّة لأجل التكلّف أو التصنّع فقد يكون الواحد يخون الآخر، فوقع بينهما الخلاف
بعد أن تحابّا، فانقلبت الحال بينهما من المحبّة إلى الإعراض. فلاخير في المصاحبة
إذا كان الواحد يخون الآخر.
6- ومن صفة
مصادقة المتكلّف أو المتصنّع هي إنكار الوعد الذي قد تقادم الموافقة بينك وبينه،
وإظهار السرّ الذي لم يظهره عند أوائل المصاحبة بينك وبينه.
7- فلا تخطئ
في اختيار الصاحب، فعليك أن تختار الصاحب في الدنيا المتّصف بالصفات الكريمة، منها
الصدوق أي كثير الصدق يوافي بالوعد و منصف أي عادل، فإن لم يكن لك صاحب في الدنيا
المتصف بالصفات المذكورة فلاخير لعيشك في هذه الدنيا.
الخلاصة:
1- عليك أن
لاتأسّف على رجل متصنّع أنّه يعاملك معاملة حسنة.
2- لاتخشى من
ترك الصديق المتصنّع لأنّك ستجد بديله، ومازلت قربة في القلب ولو تركته بعيدا.
3- إذا أحببت
رجلا فعليك أن تحبّه بقدره فليس كلّ من أحببته يحبّك.
4- لاخير في
المحبّة لأجل التكلّف أو التصنّع لأنّها ليست محبّة حقيقيّة.
5- لاخير في
مصاحبة من يخونك.
6- لاخير في
مصاحبة من يخالف الوعد ويظهر السر.
7- صفات
الصديق الكريمة هي صدوق صادق الوعد منصف.
الأسئلة :
1.
كيف تعامل من
يعاملك معاملة حسنة متصنّعا؟
2.
كيف شأنك إذا
تركت صديقك المتصنّع؟
3.
ما هي صفات
الصديق المتصنّع؟
4.
ما هي صفات
الصديق الكريمة؟
----------
[1]
. عبد الله فكري باشا: أحد أركان النهضة الأدبيّة في مصر.
[2]
. قسّ بن ساعدة الإيادي: هو خطيب العرق قاطبة، والمضروب به المثل في البلاغة
والحكمة، كان يدين بالتوحيد، ويؤمن بالبعث، ويدعو العرب إلى نبذ العطوف على
الأوثان، ويرشدهم إلى عبادة الخالق. ويقال إنّه أوّل من خطب على شرف، وأوّل من قال
في الخطبة "أمّا بعد" وأوّل من اتّكأ على سيف أو عصاً في خطبته، وكان
الناس يتحاكمون إليه، وهو القائل: "البيّنة على من ادّعى، واليمين على من
أنكر" وسمعه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل البعثة بخطب في عكاظ، فأثنى
عليه وعمّر قسٌ طويلا. ومات قبيل البعثة - ومن خطبه التي خطبها في سوق عكاظ كما
تلي:
[3] . داجٍ: من فعل دجَا الليل : أظلم
[4]
. في جواهر الأدب اجزء الثاني ص.485، وديوان الشافعي ص.85: ونكنر عَيْشًا قد تقادم
عهده
asslm. ustadz, izin copy materi mahfudzot dr klas 2-5 ya...
ReplyDelete