المقتَطَفَات (2)
|
16
|
وَلَيْسَ
يَمُوْتُ المَرْءُ مِنْ عَثْرَةِ الرِجْلِ
|
#
|
يَمُوْتُ
الفَتَى مِنْ عَثْرَةٍ بِلِسَانِهِ
|
فَخَيْرٌ مِنْ
إِجَابَتِهِ السُكُوْتُ
|
#
|
إِذَا
نَطَقَ السَفِيْهُ فَلاَ
تُجِبْهُ
|
المفردات:
: تكلّم
|
نطق
|
: زلّة : انزلاق
|
عثرة
|
|
|
: ا لجاهل
|
السفيه
|
الشرح:
1- يجب علينا أن نحفظ
لساننا من كلّ خطأ في الكلام وانزلاق فيه لأنّ الواقع أنّ الإنسان قد يموت أو يقع
في ضرر بسبب انزلاق لسانه في الكلام ولايموت بسبب سقوط رجله.
2- إذا تكلّم الجاهل
فاسكت ولا تجبه ولو كان الكلام قبيحا أو خشِنا فخير الجواب منه السكوت.
الخلاصة:
البيت
الأوّل يأمرنا بحفظ اللسان
البيت
الثاني يأمرنا بترك الجواب عن كلام الجاهل.
______________
المُقتَطَفَات (3)
|
17
|
هَيْهَاتَ أَنْ
يَسْلَمَ مِنْ لَسْعَتِهِ
|
#
|
مَنْ لاَعَبَ الثُعْبَانَ فيِ كَفِّهِ
|
وَلاَيَلِيْنُ
إِذَا قَوَّمْتَهُ الخَشَبُ
|
#
|
إِنَّ الغُصُوْنَ إِذَا قَوَّمْتَهَا
اعْتَدَلَتْ
|
المفردات:
: بعد
|
هيهات
|
: الأفعى
|
الثعبان
|
|
: استقامت
|
اعتدلت
|
: لَدْغةGigitan
|
لسعة
|
|
|
|
: أزال اعوجاجه : جعله مستقيما
|
قوّم الشيء
|
|
الشرح:
1- من يلعب بالأفعى
في يده لن يسلم من لَدْغَتِهِ أي من يصاحب شرّيرا فإنّه لن يسلم من شرّه ولذلك يجب
علينا ألاّ نصاحب الأشرار لنسلم من شرور أعمالهم.
2- أصل التركيب: إنّ
الغصون اعتدلت إذا قوّمتها ولايلين الخشب إذا قوّمته.
أي إنّك تستطيع أن تجعل الغصون معتدلة أو
مستقيمة لأنّها لاتزال ليّنة بخلاف الخشب أو الأشجار فإنّها إذا كانت منحنية لن
تستطيع أن تجعلها مستقيمة. من هذا البيت نستطيع أن نفهم أنّ أحسن الأوقات لتربية
الإنسان هو وقت صغره وليس وقت كبره لأنّ نفسه لاتزال صافية وعقله قويّا بخلاف
الشيوخ فإنّنا صعب علينا أن نربّيهم ونقوّم أخلاقهم الفاسدة، ونصلح عاداتهم
السيّئة. علينا أن نهتمّ كثيرا بإصلاح أخلاق أولادنا الصغار يتربيتهم تربية حسنة
أو تربية إسلاميّة.
الخلاصة:
البيت
الأوّل ينهانا عن مصاحبة الأشرار ومعاشرة أهل المعاصي لنكون من السالمين.
البيت
الثاني بأمرنا بإصلاح أحوال الأولاد وتربيتهم منذ صغرهم.
______________
احْتِرَامُ المُعَلِّمِ وَالطَبِيْبِ
|
18
|
لاَيَنْصَحَانِ
إِذَا هُمَا لَمْ يُكْرَمَا
|
#
|
إِنَّ الْمُعَلِّمَ
وَالطَبِيْبَ كِلاَ هُمَا
|
وَاقْنَعْ بِجَهْلِكَ إِنْ جَفَوْتَ
مُعَلِّمًا
|
#
|
فَاصْبِرْ لِدَائِكَ إِنْ جَفَوْتَ
طَبِيْبَهَا
|
المفردات:
: أعرضت : ابتعدت
|
جفوت
|
: مرض
|
داء
|
|
|
: ارضَ
|
اقنع
|
الشرح:
1- يجب علينا أن نكرم
المعلّم لأنّه هو الذي يعلّمنا العلوم الكثيرة، وإذا لم نحترم المعلّم أو لانطيعه
فهو لايريد أن يعلّمنا ويرشدنا إلى الهدى ولا يريد أن يعطينا النصائح والمواعظ
الحسنة. وكذلك يجب علينا أن نكرم الطبيب بأن نطيع أوامره ونعمل بإرشاداته ونصائحه
لأجل صحّة الجسم، لأنّه لايريد أن يرشدنا إلى الصحّة إذا لم نطع إرشاداته. وإن لم نطع
الطبيب فنقاسي الألم والمرض وكذلك إن لم ترد أن تطيع المعلّم فستكون جاهلا طول
حياتك.
الخلاصة:
البيت
الأوّل والثاني كلّ منهما يأمرنا بإطاعة المعلّم والطبيب واحترامهما باتباع نصائحهما
لنكون عالمين أصحّاء.
______________
المقتطفات (4)
|
19
|
فَإِنَّنِــيْ مُنْتَمٍ إِلـىَ
أَدَبِــي
|
#
|
إِذَا
انْتَمَـى مُنْتَمٍ إِلىَ أَحَدٍ
|
وَلَيْسَ الفَتَى مَنْ
يَقُوْلُ كَانَ أَبِي
|
#
|
إِنَّ
الفَتَى مَنْ يَقُوْلُ ها أَنَذَا
|
المفردات:
ها أنذا: هذا أنا
|
المنتمي: المنتسب
|
|
انتمى: انتسب: اعتمد
|
الشرح:
1- إذا قنع أحد بأن
يعتمد على غيره في جميع أموره وافتخر بمن اعتمد عليه في حياته فإنّني لا أريد أن
أكون مثله بل أريد أن أعتمد على أدبي وأفتخر به لأنّ شرف المرء بسبب أدبه وليس
بسبب نسبه.
2- يسمّى الفتى فتىً
حقيقيّا إذا اعتمد على نفسه في جميع أموره فيقول في نفسه ها أنذا، فمثل هذا الفتى
هو الذي لايخاف عن جميع المشكلات في حياته. ولايسمّى فتىً حقيقيّا من يعتمد على
أبيه في أموره ولو كان أبوه رجلا ذا مرتبة عالية، فيقول في نفسه كان أبي أي كان
أبي موجودا أو كان أبي كذا و كذا.
الخلاصة:
البيت
الأوّل يمنعنا عن الاعتماد على غيرنا والافتخار بنسبنا بل الواجب علينا أن نعتمد
على أنفسنا ونفتخر بأدبنا. والبيت الثاني يأمر كلّ واحد منّا بأن يكون فتى حقيقيّا
وهو الذي يعتمد على نفسه ويكون مسؤولا عن أموره وليس الذي يعتمد على أبيه ويفتخر
به.
______________
قَالَ اْلإِمَامُ الشَّافِعِي رَضِيَ
اللّهُ عَنْهُ
|
20
|
قَيِّدْ صُيُوْدَكَ بِالحِبَالِ
الوَاثِقَةِ
|
#
|
العِلْمُ صَيْدٌ
و َالكِتَابَةُ قَيْدُهُ
|
وَتَتْرُكَهَا بَيْنَ الخَلاَئِقِ
طَالِقَةً
|
#
|
فَمِنَ الحَمَاقَةِ أَنْ تَصِيْدَ
غَزَالَةً
|
المفردات:
: اربطْ
|
قيِّدْ
|
: حبل
|
قيد
|
: الجهالة : الغباوة
|
الحماقة
|
: القويّة
|
الواثقة
|
|
|
: مستقلّة >< مربوطة
|
طالقة
|
الشرح:
1- مثل العلم كمثل
الصيد أو ا لحيوان الذي يصطاد (يصاد) ومثل الكتابة كمثل القيد فيجب علينا أن نقيّد
أو نربط صيودنا بالحبال المتينة القويّة. والمراد بهذا البيت أنّنا إذا تعلّمنا
العلوم يجب علينا أن نكتبها وأنْ نستذكرها لكي لاننساها حتّىلايضيع هذه العلوم
منّا وإن لم نكتبها فننساها ووقعنا في خسران.
2- وإذا صاد أحد
حيوانا أو غزالة مثلا ولايربطها بل تركها طالقة (حرّة مستقلّة) فإنّ هذا الرجل وقع
في خسارة ويعتبر عمله من الحماقة والجهالة.
الخلاصة:
1- الواجب
على كلّ طالب العلم أن يستذكر ما تعلّمه من العلوم ويكتبه لئلايضيع منه.
2- يعتبر
طالب العلم جاهلا إذا تعلّم العلم ولايريد أن يستذكره أو لايكتبه لأنّ علمه سيضيع
منه بسهولة.
______________
الحَثُّ عَلَى السَفَرِ فيِ طَلَبِ
العِلْمِ
|
21
|
وَرِزْقُ اللهِ فـيِ الدُنْيَا فَسِيْحُ
|
#
|
بِلاَدُ اللهِ وَاسِعَةٌ فَضَــاءً
|
إِذَا ضَاقَ بِكُمْ أَرْضٌ فَسِيْحُوا
|
#
|
فَقُلْ لِلْقَاعِدِيْنَ
عَلَى هَوَانٍ
|
المفردات:
: واسع : كثير
|
فسيح
|
: ساحة
|
فضاء
|
|
: راحة
|
هوان
|
: الجالس
|
القاعد
|
|
|
|
: سافروا : ارحلوا : اذهبوا
|
سيحوا
|
|
الشرح:
1- بلاد الله واسعة
ورزق الله واسع كذلك، عليك أن تطلب الرزق في أرض الله أينما كنت لأنّ أرض الله
واسعة ورزقه واسع لمن أراد أن يسعى في طلبه.
2- قل من لايشتغل
طلبا للرزق وهو يعيش في حقارة. فاشتغل طلبا للرزق وإذا شعرت بضيق الأرض فارحل طلبا
أرضا سواها.
الخلاصة:
لايجوز
لنا أن نيأس من طلب الرزق. لأنّ أرض الله واسعة وفيها أرزاق كثيرة متنوّعة لعباده.
وإذا وجدنا رجلا لا شغل له لشعوره بالضيق فعلينا أن نرشده بأن يرحل إلى بلاد أخرى
طلبا للرزق لعلّه يجده بسهولة.
______________
لِلْبُوْصِيْرِي فيِ تَحْذِيْرِ هَوَى
النَفْسِ
|
22
|
حُبِّ الرَضَاعِ
وَإِنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمُ
|
#
|
النَفْسُ كَالطِفْلِ إِنْ تُهْمِلْهُ
شَبَّ عَلَى
|
مِنْ حَيْثُ لَمْ يَدْرِ أَنَّ
السُمَّ فيِ الدَسَمِ
|
#
|
كَمْ حَسَّنَتْ
لَذَّةً لِلْمَرْءِ قَاتِلَةً
|
المفردات:
: زيّنت وجعلت حسنا
|
حسّنت
|
: صار شابّا
|
شبّ
|
: ينفصل
|
ينفطم
|
: تفصّله
|
تفطمه
|
|
|
: الودك
|
الدسم
|
الشرح:
1- مثل النفس كمثل
الطلف الصغير ا لذي يشرب من ثدي أمّه فإنّك إن لم تمنعه عن شربه فهو لايريد أن
يمتنع عن شربه ولو كان شابّا، ولكن إذا منعته فهو يمتنع عنه. كذلك النفس إن تتركها
على أيّة عادة سيّئة ولاتمنعها عنها فإنّها ستتعوّد بها وصعب عليك أن تمنعها عن
الشرّ وأخيرا تقع في ضرر، ولذلك يجب أن تحفظ نفسك عن السيّئة حتّى لاتقع في الضرر.
2- رأت النفس كثيرا
الشيء القاتل للمرء حسنا حتّى لايعرف الإنسان إنّ السم في الطعام اللذيذ فأكله
ووقع في الضرر.
الخلاصة:
يجب
عليك أن تستولي على نفسك وأن لاتتركها تتعوّد على الأعمال السيّئة. وعليك إذن أن
تحذر من الأمور التي كانت ظواهرها حسنة ولكن حقيقتها مضرّة.
الحِكَمُ وَالأَمْثَالُ
السَائِرَةُ (1)
|
23
|
1- إِعْجَابُ الرَجُلِ بِنَفْسِهِ عُنْوَانُ
ضُعْفِ عَقْلِهِ.
2- فَقْدُ البَصَرِ أَهْوَنُ مِنْ
فَقْدِ البَصِيْرَةِ.
3- إِنَّ قَلْبَ الأَحْمَقِ فيِ فَمِهِ
وَلِسَانُ العَاقِلِ فيِ قَلْبِهِ.
4- هَلَكَ امْرُؤٌ لَمْ يَعْرِفْ
قَدْرَهُ.
5- الفَلاَّحُ سَيِّدُ البِلاَدِ
وَمَالِكُهُ الحَقِيْقِيُّ.
المفردات:
مف. المَثَلُ
|
الأمثال
|
مف. الحكمة
|
الحكم
|
: ضَياع
|
فقدٌ
|
: تعجّب
|
إعجاب
|
: العقل
|
البصيرة
|
: علامة
|
عنوان
|
: الجهل
|
الأحمق
|
: أسهل
|
أهون
|
الشرح:
1- إذا تعجّب الرجل
بنفسه أو بمهارته أو شجاعته أو كفاءته أو غناه وشعر أنّه أحسن وأعظم من غيره فإنّ
هذه الأمور كلّها دليل على أنّه ضعيف العقل، فلذلك لايجوز لنا أن نشعر بأنّنا أحسن
وأكبر من غيرنا في جميع الأمور لأنّ لكلّ إنسان مزيّة ما لا يكون لغيره.
2- إذا فقد الرجل
بصره أو يكون أعمى مثلا فهو يشعر بضرر لكنّ ضرره أخفّ من ضياع بصيرته أو عقله
فالواجب علينا حفظ بصيرتنا أو قلوبنا من كلّ داء وضرر فإنّ العقل أفضل مزايا
الإنسان.
3- إنّ الجاهل يتكلّم
كثيرا فكلّ ما خطر في قلبه أخرجه بنفسه أمّا العاقل ليس كذلك فإنّه لايتكلّم عن
شيء إلاّ بعد أن تفكّر فيه طويلا ولا يتكلّم إلاّ ما يراه نافعا ولا يوقعه في ضرر،
ولذلك يجب على كلّ فرد أن يسير سيرة العاقل في كلامه.
4- وقع الإنسان
في الهلاك والشرر إذا لم يعرف قدر نفسه أو
مقدار قوّته وكفاءته ومهارته. فالواجب علينا معرفة مقدار قوّتنا أو كفاءتنا أو
طاقتنا حتّى لانعمل عملا فوق طاقتنا.
5- الفلاّح هو الذي
يعمل يوميّا في إصلاح الأرض لأهمّية نفسه ولأهميّة بني جنسه وبلاده ولذلك يعتبر
الفلاّح سيّد البلاد ومالكه الحقيقي، فعلينا إذا أن نحترم ونشكره على خدمته لوطنه
وبلاده إذْ أنّ الشعب لايكون في سعادة إذا نقص منهم حاصلات أرضهم فالفلاحة عمل
عظيم وسعي طيّب وكسب كريم.
الخلاصة:
1-
لاتتعجّب بما عندك من
الفضائل ولاتغترّ بما لك من المزايا، فإنّ إعجابك دليل على ضعف عقلك.
2-
يجب عليك أن تحفظ
عقلك عمّا يؤدّي إلى فساده. فإنّ فساد العقل أو ضياعه أضرّ من ضياع البصر. فإنّ
الإنسان بعقله لا بجسمه.
3-
عليك أن تحفظ لسانك
عن كثرة الكلام الذي لا فائدة له فإنّ العاقل لا يتكلّم إلاّ بعد تفكير عميق.
4-
على كلّ إنسان أن
يعرف قدر نفسه لئلاّ يقع في هلاك.
5-
إنّ الذي يملك البلاد
ويستولي عليها هو الفلاّح لأنّه هو الذي قام بإصلاحه وزرعه لأهمّية نفسه وشعبه
فيلزم لنا أن نحترمه.
______________
الحِكَمُ وَالأَمْثَالُ
السَائِرَةُ (2)
|
24
|
1-
الفَضْلُ
لِلْمُبْتَدِيْ وَ إِنْ أَحْسَنَ المُقْتَدِيْ.
2-
لاَتَطْلُبْ مِنَ
الجَزَاءِ إِلاَّ بِقَدْرِ مَا صَنَعْتَ.
3-
لاَتَتَكَلَّمْ ِبماَ
لاَيَعْنِيْكَ وَدَعِ الكَلاَمَ فيِ كَثِيْرٍ مِمَّا يَعْنِيْكَ حَتَّى تَجِدَ
لَهُ مَوْضِعًا.
المفردات:
: المبتدئ
|
المبتدي
|
><
النقص
|
الفضل
|
: اترك
|
دع
|
: المتّبع
|
المقتدي
|
|
|
: يفيدك
|
يعنيك
|
الشرح:
1- إنّ الفضل للمبتدئ
أو لمن اخترع شيئا جديدا في أيّ أمر ولو كان من يأتي بعده ويواصل عمله يحسّنه
ويصلحه ويأتي بما هو أحسن منه، ولذلك لايجوز
لك أن تلوم (تختقر) من اخترح شيئا ولو لم يكن كاملا.
2- إذا أردت أن تطلب
شيئا من الجزاء فلايجوز لك أن تطلب أكثر ممّا عملت، لأنّك إذا فعلت ذلك فأنت ملوم
لأنّك تطلب شيئا ليس حقّك، فلا يجوز لك ذلك.
3- لايجوز لك الكلام
إلاّ ما يفيدك ويكون مهمّا لك ومع ذلك فلا يجوز لك الكلام ولو كان نافعا أو مهمّا
لك حتّى تجد موضعا لائقا أو حالاً مناسبا لكلامك.
الخلاصة:
1- لايجوز
لأحد أن يشعر بأنّه أفضل من المبتدئين أو المخترعين لشيء جديد ولو قام بإصلاحه وإكماله، فإنّ الفضل بيد
المبتدئين.
2- لايجوز
لك أن تطلب جزاء أكثر من قيمة عملك.
3- عليك
أن تترك الكلام الذي لايفيدك. وأن لاتتكلّم كلاما مفيدا إلاّ إذا وجدت موضعا مناسبا.
______________
الحِكَمُ وَالأَمْثَالُ
السَائِرَةُ (3)
|
25
|
1- الوَقْتُ كَالسَيْفِ فَإِنْ لَمْ تَقْطَعْهُ
قَطَعَكَ.
2- لاَتَشْرَبِ
السُمَّ إِتِّكَالاً عَلَى مَا عِنْدَكَ مِنَ التِرْيَاقِ.
3- إِذَا أَحْبَبْتَ
امْتِلاَكَ شَيْءٍ فَلاَ تُلِحَّ فيِ طَلَبِهِ.
4- إِنَّ الشَبَابَ
وَالفَرَاغَ وَالجِدَةَ مَفْسَدَةٌ لِلْمَرْءِ أَيَّ مَفْسَدَةٍ.
5- رُبَّ لَفْظٍ
أَفْقَدَتِ الصُحْبَةَ وَالإِخَاءَ.
المفردات:
: دواء لدفع السمّ
|
الترياق
|
: اعتمادا
|
اتّكالا
|
: كثيرا ما
|
ربّ
|
: تكرّر
|
تلحّ
|
: الأخوّة
|
الإخاء
|
: كلمة
|
لفظة
|
الشرح:
1- مثل الوقت كمثل
السيف فإنّ السيف إذا استعملناه بما ينفعنا وفي موضعه المناسب فإنّه ينفعنا كثيرا
ولكنّه إن لم يستعمله فإنّه يضرّنا، كذلك إذا لم ننتهز أوقاتنا وفرصتنا ونملأها
بالأعمال النافعة سيقطعنا ذلك الوقت بِخَيْبَةٍ من الأمل، فلذلك يجب علينا أن
ننتهز الفرصة والأوقات لئلاّ نكون من الخاسرين الخائبين.
2- لايجوز لنا أن
تشرب السمّ اعتمادا على أنّنا عندنا الترياق أو الدواء الذي يزيل ضرر هذا السمّ،
والمراد من هذا المثل: لايجوز لأحد منّا أن يجرّب في أن يعمل عملا مضرّا أو يتقرّب
من الذنوب أو الكبائر اعتمادا على أنّه قويّ الإيمان كثير الأعمال الصالحات حيث
إذا ارتكب قليلا من المعاصي فلا بأس به. فإنّ هذا الرأي باطل يجب الاجتناب عنه.
3- إذا أردت أن
تستحقّ شيئا وكان هذا الشيء لم يكن في يدك بل في يد غيرك مثلا فلا يجوز لك أن
تكرّر في طلبه لأنّك إذا عملت ذلك فلاتستطيع أن تنال ممّا أحببته.
4- إنّ الذي يؤدّي
إلى فساد المرء ويوقعه في ضرر هو:
ا- وقت الشباب
بـ- الفراغ من
الأعمال
ج- كثرة الأموال
ولذلك يجب علينا أن نهتمّ بوقت شبابنا بأن
ننتهز الوقت بالأعمال النافعة لمستقبل حياتنا وكذلك يلزم لنا أن نملأ أوقات فراغنا
بما يفيدنا لئلاّ نقع في فساد أو في ضرر، وأن نستعمل أموالنا في الأمور النافعة،
لأنّنا إذا لم نستعمل وقت الشباب والفراغ والأموال فيما يفيدنا فبهذه الثلاثة
تحملنا إلى مفاسد عظيمة، فإنّ هذه الثلاثة هي من آفات الحياة.
5- كثيرا ما وقع أنّ
لفظة واحدة أو كلمة واحدة قد تؤدّي إلى فساد المصاحبة والأخوّة متى كانت هذه
اللفظة خرجت من اللسان من غير تفكير، ولذلك يجب على كلّ واحد أن يحفظ لسانه وألاّ
يتكلّم كلاما إلاّ بعد التفكير العميق حتّى لاينزلق في كلامه.
الخلاصة:
1-
يجب عليك انتهاز
الفرضة لأمور نافعة لمستقبلك لأنّك إذا تركتها تمرّ من غير فائدة تندم طول حياتك لوقوعك في خيبة
وخسران.
2-
لايجوز لك أن تجرّب
أعمالا مضرّة أو تقترف ذنبا اعتمادا على أنّك تستطيع أن تسلم نفسك من الضرر بما
عندك من المزايا أو ا لفضائل.
3-
لايجوز لك أن تلحّ
طلب شيء محبوب عندك.
4-
عليك أن تحذّر الأمور
الثلاثة التي تضرّ الناس كثيرا وهي الشباب والفراغ والجدة. فإنّ هذه الثلاثة تأتي
بفائدة كثيرة إذا انتفعتها وتضرّك إذا تركتها سدى.
5-
يجب على كلّ إنسان أن
يحتاط في كلامه وألاّ يتكلّم بغير تفكير. فإنّ لفظة واحدة قد تؤدّي إلى فساد
الأخوّة.
______________
الحِكَمُ وَالأَمْثَالُ
السَائِرَةُ (4)
|
26
|
1-
إِنَّ فيِ يَدِ
الشُبَّانِ أَمْرَ الأُمَّةِ وَفيِ إِقْدَامِهَا حَيَاتَهَا.
2-
النَاسُ مِنْ خَوْفِ
الذُلِّ فيِ الذُلِّ وَالنَاسُ مِنْ خَوْفِ الخَطَأِ فيِ الخَطَأِ.
3-
خَيْرُ الأُمُوْرِ
أَوْسَطُهَا.
4-
لَيْسَ الخَبَرُ
كَالمُعَايَنَةِ.
5-
مَصَائِبُ قَوْمٍ
عِنْدَ قَوْمٍ فَوَائِدُ.
المفردات:
: المشاهدة
|
المعاينة
|
: شجاعة
|
إقدام
|
|
|
مف. مصيبة
|
مصائب
|
الشرح:
1- إنّ الشباب لهم
مسؤوليّة كبيرة في شؤون الأمّة، شجاعة الشباب وإقدامهم وتقدّمهم وكفاءتهم هي التي
تؤدّي إلى حياة الأمّة، ولذلك يجب على كلّ شابّ من شباب الشعب والأمّة أن يسعى
بجهده وشجاعته لأهمية الأمّة ولتقدّمها في جميع نواحي الأمور.
2- يجب على كلّ واحد
أن يسعى سعيا ولايجوز له أن يخاف من الوقوع في الذلّ لأنّ الخوف من الذلّ يؤدّي
إلى وقوع في الذلّ وكذلك لايجوز لأحد أن يخاف من أن يعمل عملا لاعتقاد أنّه سيقع
في الخطأ لأنّ الخوف من الخطأ نوع من الخطأ.
3- خير الأمور ما
يكون وسطا ويكون معتدلا أي لايتجاوز عن الحدّ حتّى لايكون المرء بخيلا ولا مبذّرا
ولايكون طامعا في المال ولايكون زاهدا فيه ولايكون مشغولا بدنياه ناسيا عن آخرته
بالعكس. وهكذا . . .
4- معرفة المرء شيئا
وفهمه بمجرّد سماع الخير من غيره ليس أحسن ممّا شاهده هو بنفسه أو بعينه ولذلك إذا
أراد أحد أن يعرف شيئا تمام المعرفة أن لايقنع بمجرّد سماع الخبر من غيره، بل
لابدّ له من مشاهدته ونظره بنفسه.
5- إذا وقعت المصائب
أو البلايا على قوم فإنّ هذه المصائب قد تأتي بفوائد لقوم آخرين لأنّها تكون عبرة
لهم بعد أن رأوا وقوع هذه المصائب عليهم كزيادة إيمانهم بالله أو توكّلهم عليه أو
زيادة جدّهم في العمل أو احتياطهم في الحياة.
الخلاصة:
1-
يجب على كلّ شعب
تربية شبّانهم تربية صحيحة لأنّ أمر الأمّة في أيدي شبّانهم وحياة الأمّة في
إقدامهم.
2-
لايجوز لأحد أن يقف
عن السعي خوفا من الذلّ والخطأ. لأنّ الذي
يخاف عن الخطأ والذلّ وقع فيهما.
3-
أحسن الأمور ما يكون
وسطا ويكون على حدّ الاعتدال فلايجوز لنا التجاوز عن الحدّ في جميع الأمور.
4-
معرفة الأمور
بالمعاينة أدقّ من معرفتها بالخبر. فيلزمك إذا أردت معرفة شيء بدقّة أن تشاهده
عيانا.
5-
اعلم أنّ المصائب
التي تصيب قوما لابدّ لها من الحكمة أو الفوائد للآخرين، فعليك أن تعتبرها.
______________
الرِحْلَةُ فيِ طَلَبِ الغِنَى
|
27
|
شَكَا الفَقْرَ أَوْ لاَمَ
الصَدِيْقَ فَأَكْثَرَ
|
#
|
إِذَا المَرْءُ لَمْ
يَطْلُبْ مَعَاشًا لِنَفْسِهِ
|
تَعِشْ ذَا يَسَارٍ أَوْ
تَمُوْتَ فَتُعْذَرَ
|
#
|
فَسِرْ فيِ بِلاَدِ
اللهِ وَالْتَمِسِ الغِنَى
|
وَكَيْفَ يَنَامُ مَنْ كَانَ
مُعْسِرًا
|
#
|
وَلاَ تَرْضَ مِنْ
عَيْشٍ بِدُوْنٍ وَلاَتَنَمْ
|
المفردات:
|
|
: ما نعيش به من الطعام والشراب
|
معاشا
|
|||
: ذا سهولة : غنيّا
|
ذا يسار
|
: عاب
|
لام
|
|||
: مفتقر
: محتاج
|
معسر
|
: اطلبْ
|
اِلتمسْ
|
|||
الشرح:
1- إذا كان المرء
لايرد أن يشتغل طلبا للمعيشة فإنّه سيقع فيشكو فقره إلى غيره وشعر بضيق عيشه وإذا
وقع في فقر وطلب المساعدة من صديقه وهو لايريد أن يساعده فأخيرا يلومه كثيرا.
ولذلك يجب على كلّ واحد أن يشتغل جهده وينتهز فرصته لأجل طلب الرزق حتّى لايقع في
فقر ولا ندامة.
2- إذا لم تجد في
بلادك مجالا لطلب الرزق فعليك أن تسافر إلى مكان آخر حتّى تجد مكانا مناسبا لك
لطلب الرزق لأنّ بلاد الله واسعة، وإذا أردت أن تكون مثل ذلك في السعي والعمل استطعت
أن تعيش أن تعيش غنيّا وإذا متَّ في أثناء سعيك فلا تكون ملوما أو معيبا.
3- لايجوز لك أن تقنع
بعيش حقير أو أن تقع في فقر ولايجوز لك أن تنام من غير سعي بل الواجب عليك إذا
وقعتَ في مثل هذا العيش أن تشتغل وأن تسعى بجهدك وجميع طاقتك ليلا ونهارا حتّى ولو
لم تنم وكيف ينام بدون الشغل من كان فقيرا.
الخلاصة:
1-
البيت الأوّل يبيّن
أنّ الكسل يؤدّي إلى الفقر وأنّ الفقر مضرّ للفقير ولغيره، فالواجب على كلّ واحد
منّا الجدّ في العمل طلبا للرزق.
2-
البيت الثاني يأمرنا
بأن نسافر إذا لم نجد في بلادنا مجالا لطلب الرزق. وإذا كان مثل ذلك في السعي
استطعنا أن نكون أغنياء ولاتكون ملومين إذا متنا.
3-
البيت الثالث ينهانا
عن أن ننام بدون شغل لاسيّما عندما كنّا نعيش في ذلّ وحقارة.
______________
لِعَمْرُو بْنِ الوُرْدِ المُتَوَفَّى
سَنَةَ 749 هـ
|
28
|
أَبْعَدَ
الخَيْرَ عَلىَ أَهْلِ الكَسَلِ
|
#
|
اُطْلُبِ العِلْمَ فَلاَتَكْسَلْ
فَمَا
|
كُلُّ
مَنْ سَارَ عَلَى الدَرْبِ وَصَلَ
|
#
|
وَلاَتَقُلْ قَدْ
ذَهَبَتْ أَرْبَابُهُ
|
إِنَّمَا
أَصْلُ الفَتَى مَا قَدْ حَصَلَ
|
#
|
لاَتَقُلْ أَصْلِي
وَفَصْلِي أَبَدًا
|
المفردات:
: منزلتي
|
فصلي
|
مف. ربّ : أصحاب
|
أرباب
|
: العلماء
|
أرباب العلم
|
: نسبي
|
أصلي
|
الشرح:
1- يجب عليك أن تطلب
العلم مدّة حياتك خصوصا في وقت الصغر، ولايجوز لك أن تتكاسل وتضيع أوقاتك الثمينة
من غير فائدة. اعلم أنّ خير الدنيا والآخرة مع العلم ومن المستحيل أن ينال الكسلان
العلوم والخيرات.
2- وإذا لم تجد
معلّما يعلّمك فلا تيأس من طلب العلم ولايجوز لك أن تقول "إنّي لم أجد من
يعلّمني فلا أتعلّم بل الواجب عليك أن تسعى بجدّك حتّى تجد معلّما يعلّمك العلوم
الكثيرة ولو أن تذهب إلى بلد آخر لأنّ من سار على الدرب وصل إلى من جدّ وسار في
طريقه نال ما أراده.
3- لايجوز لك أن تعتمد
على أصلك أن تفتخر بآبائك وأقربائك ولو كانوا من العظماء، كأنْ تقول "إنّ أبي
رجل عظيم أو أنّي من سلالة العظماء" كما لايجوز لك كذلك أن تتكبّر بفصلك أو
درجتك ولو كانت درجتك عالية كأن تقول "إنّي في مرتبة عالية في المجتمع"
لأنّ قيمة الفتى على قدر ما حصل عليه من الأعمال. أو أنّ الذي يقرّر درجة الفتى هو
أعماله وأحواله دون غيرها.
الخلاصة:
1-
البيت الأوّل يأمرنا
بطلب العلم وينهانا عن الكسل لأنّ الكسل يبعدنا عن الخير.
2-
البيت الثاني ينهانا
عن اليأس في طلب العلم والوقوف عن التعلّم عندما لم نجد معلّما. بل الواجب الاستمرار
في السعي.
3- البيت
الثالث ينهانا عن التفخّر والتكبّر بالآباء ومرتبتهم العالية لأنّ كلّ إنسان
بأعماله.
______________
No comments:
Post a Comment
Terima kasih sudah mengunjungi Blog saya, semoga bermanfaat